علق الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، على واقعة تصوير شاب وفتاة في وضع مخل على طريق المحور ونشر المقطع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال «شاهين» في بيان له، الحمد لله الذي أمر بالستر والإصلاح، ونهى عن الفضيحة والإفساد، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذي قال: «من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة».
أولًا: في حكم الفعل نفسه
إنّ ما أقدم عليه الشاب والفتاة من تصرفٍ مخلٍّ بالآداب الشرعية والعامة داخل السيارة خطأ ظاهر، وإثم يجب التوبة منه والندم عليه، لأنه من مقدمات الفاحشة التي نهى الله تعالى عنها بقوله:
ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلًا.
لكن مع ذلك، فإن هذا الخطأ لا يُبيح للناس التجسس ولا التصوير ولا نشر العورات، لأن الله تعالى نهى عن ذلك فقال: ولا تجسسوا.
ثانيًا: في حكم التصوير والفضح
قيام بعض الأشخاص بتصويرهما أو نشر المقطع جريمة شرعية وأخلاقية أعظم من الذنب نفسه، لأن الإسلام جعل الستر من صفات المؤمنين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة».
وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبّع عورة أخيه تتبّع الله عورته، ومن تتبّع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته».
كما أن تصوير الناس في لحظات ضعفهم ونشرها يدخل في باب إشاعة الفاحشة التي توعّد الله أصحابها بالعذاب، فقال سبحانه: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة.
ثالثًا: في منهج الإسلام في الإصلاح
الإسلام يأمر من يرى منكرًا أن يُنكره بالحكمة والموعظة، لا بالتصوير والفضيحة، لأن المقصود من الأمر بالمعروف هو الإصلاح لا التشهير، قال الله تعالى ‘ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم’.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ‘من تتبّع عورات الناس أفسدهم ولو كان يريد إصلاحهم’.
رابعًا: الموقف الشرعي السليم
الواجب في مثل هذه الحالات هو:
1. النصح سرًّا لمن وقع في الخطأ، برفق ورحمة.
2. إبلاغ الجهات المختصة إذا كان الفعل جريمة يُخشى تكرارها، دون نشرها بين الناس.
3. الكفّ عن تداول المقاطع أو إعادة نشرها، لأن من نشر الفاحشة كان شريكًا في الإثم ولو لم يكن فاعلها.
واختتم: نهيب بالمجتمع أن يلتزم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة»، وأن يتذكر أن الله تعالى أغير على عباده من أن تُنتهك حرماتهم أو تُفضح عوراتهم، وأن الستر والإصلاح أولى من الفضيحة والتشهير.